٥ طرق فعالة لخفض تكاليف الموارد البشرية في أي منشأة سعودية

يتولى قسم الموارد البشرية في أي منشأة سعودية تنفيذ مجموعة واسعة من المهام المتعلقة بالاستقطاب الوظيفي، ووضع الخطط، وتحديد الميزانية المخصصة لتدريب الموظفين، وتطوير سياسات الشركة المتعلقة بالموظفين، كما يسعى أفراد  الأقسام جاهدين لتحقيق التوافق بين أهداف الشركة الاستراتيجية والمالية وتجعل تجربة الموظفين استثنائية في الوقت ذاته.
لكن بعض الظروف الاقتصادية التي قد تواجهها الشركات والتي تتطلب إجراءات معينة لخفض تكاليف الموارد البشرية، قد تحد من جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بالصورة المطلوبة خاصة في حال عدم وجود خطط مدروسة مسبقًا لأوضاع مشابهة.

وبدلاً من التفكير في تحسين تكاليف الموارد البشرية فقط كمهمة جانبية غير متصلة ببقية العمليات، ينبغي لمحترفي الموارد البشرية في السعودية تبني نهج كامل يركز على دمج جهود تحسين التكاليف ضمن نظام متكامل ومستمر في الشركة، هذا النهج يهدف إلى تحقيق أقصى قيمة ممكنة للمؤسسة، خاصة في ظل التحول الرقمي التي تشهده السعودية.

كيف يمكن خفض تكاليف الموارد البشرية في المنشآت السعودية؟

لخفض تكاليف الموارد البشرية في المنشآت السعودية، يجب أن تتبع الشركات استراتيجيات متنوعة ومدروسة. يمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على عدة جوانب، بما في ذلك:

تخفيض تكلفة التوظيف

تكاليف التوظيف هي النفقات التي تتكبدها الشركات لجذب واختيار الموظفين الجدد، يمكن لرؤساء الموارد البشرية اتباع استراتيجيات متعددة لتقليل هذه التكاليف وتحسين كفاءة عملية التوظيف.

من بين الطرق الشائعة لتقليل تكاليف التوظيف هي توصيات الموظفين، حيث يتم استخدام شبكة الموظفين الحاليين للتوصية بمرشحين محتملين، كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل LinkedIn للبحث عن المواهب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين عملية التوظيف من خلال الإعلان الصحيح للوظيفة الشاغرة وإعداد وصف وظيفي دقيق، وإنشاء صفحة توظيف عصرية للشركة. وبالتأكيد فإن اعتماد  المقابلات المسجلة عبر الإنترنت يمكن أن يوفر الوقت والجهد والتكلفة على الموارد البشرية.

ولا شك بأن استخدام نظام تتبع المتقدمين المناسب وتنظيم أمور التواصل  تجعل من عملية التوظيف ناجحة وتقلل من تكاليفها،  علاوة على أن الإجراءات الصحيحة المتمثلة بفحوصات الخلفية والفحوصات الطبية تضمن قرار التعيين الصحيح وباستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن للشركات تقليل تكاليف التوظيف وتحسين فعالية عملية اختيار الموظفين.

تطوير التدريب الداخلي

تُركز هذه الطريقة على التدريب الداخلي من خلال تطوير مواد تدريبية متاحة بسهولة عبر الإنترنت وجعل موظفي الشركة ذوي الخبرة مدربين داخليين وتقييم خيارات التدريب عبر الإنترنت مثل برامج التدريب عالية الجودة وأدوات التعلم الإلكتروني لتقديم محتوى تعليمي تفاعلي.

بالإضافة إلى ذلك يمكن توفير التدريب لكبار المهنيين من خلال تمكينهم من تفويض المهام وتقديم برامج تدريبية مُخصصة لتلبية احتياجاتهم وأهدافهم المهنية وضمان وجود وقت كافٍ بين الاجتماعات وتجنب تداخلها مع التدريبات.

من خلال ذلك يمكن للشركات تقليل تكاليف التدريب بشكل كبير مع ضمان حصول موظفيها على التعليم والتطوير المهني الذي يحتاجونه، وفي الوقت ذاته تعزيز خطة الاحتفاظ بالموظفين.

خطة مستدامة لتولي المناصب القيادية

ويتضمن ذلك التخطيط بشكل أكبر للتوظيف الداخلي؛ يمكن للشركات الاستثمار في برامج التخطيط لتولي مناصب القيادة بالتعاقب والتي تُركز على دف إلى تعزيز الترقيات الداخلية وتطوير الموظفين الحاليين لتولي المناصب القيادية في المستقبل،  هذا يُقلل من التكاليف المرتبطة بالتوظيف من خارج الشركة، مثل الإعلان والدفع لوكالات التوظيف وترتيب المقابلات.

ويمكن القيام بذلك من خلال تحديد المرشحين ذوي الإمكانات العالية؛ حيث يقوم موظفو الموارد البشرية تحديد وتطوير الموظفين ذوي الإمكانيات العالية داخل المنظمة وتوجيه الجهود نحو تطويرهم وتنميتهم لتولي المسؤوليات الرئيسية في المستقبل.

إدارة الأداء والتقييم الناجح

من الطرق الفعالة في تقليل تكاليف الموارد البشرية هي استخدام برنامج رقمي لإدارة الأداء، حيث يُساعد هذا البرنامج في تقليل تكاليف التشغيل غير الضرورية من خلال تبسيط عملية إدارة الأداء.
يُمكن لبرامج إدارة الأداء أن تقدم تعليقات واضحة حول مجالات التحسين، مما يُساعد على قياس أداء الموظفين وتوجيه الإنفاق على التدريب والتطوير بشكل فعال على الموظفين ومعرفة الموظفين الذين يحتاجون إلى تطوير والموظفين غير المنتجين على الإطلاق، وهذا يعني التخلي عن الأفراد غير المنتجين والاستثمار في الموهوبين منهم.

استخدام الذكاء الاصطناعي

استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الموارد البشرية لتحسين دقة وسرعة العمليات، وتقليل التكاليف، وتحسين الاستقرار، وتسهيل العمل المعرفي، ومن أهم فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية:

• السرعة والدقة: يمكن للذكاء الاصطناعي إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر، خاصة في العمليات المتكررة.
• تحسين حسابات ووظائف كشوف المرتبات: يمكن للذكاء الاصطناعي حساب الرواتب والمزايا بدقة وسرعة، مما يُقلل من الأخطاء ويُوفر الوقت.
• تقليل التكلفة: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام التي تتطلب عمالة بشرية، مما يُقلل من تكاليف الموارد البشرية.
• الاستقرار: يُمكن للذكاء الاصطناعي ضمان اتساق العمليات ونتائجها، مما يُقلل من الأخطاء ويُحسّن من كفاءة العمل.
• تسهيل العمل المعرفي: يمكن للذكاء الاصطناعي استخراج البيانات الرئيسية للموظفين واستخدامها لإنشاء تقارير متعددة، مما يُسهل على قسم الموارد البشرية تحليل البيانات الضخمة واتخاذ القرارات.
• تتبع تقدم الموظفين: يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة أداء الموظفين وتحديد مجالات التحسين باستخدام نظام تتبع المتقدمين، مما يُساعد على تطوير مهاراتهم وتحسين كفاءتهم، وضمان مبدأ التنوع والشمول.

ما هي أنواع تكاليف الموارد البشرية؟

تكاليف الموارد البشرية تعدّ أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على استدامة أي منشأة، يمكن تقسيم تكاليف الموارد البشرية إلى عدة أنواع تشمل تكاليف التوظيف، وتكاليف الاحتفاظ بالموظفين، وتكاليف التدريب، وتكاليف الإدارة. في هذه الإطار، يتعين على الشركات فهم هذه الأنواع وتحليلها بعناية لضمان تحقيق التوازن الأمثل بين تحقيق الأهداف التشغيلية والحفاظ على الاستدامة المالية:

• تكاليف التوظيف

تكاليف التوظيف هي نفقات مهمة تتحملها أي شركة، وتعتمد هذه التكاليف على حجم ونطاق العمل في الشركة، ويمكن أن تتراوح من عدة مئات إلى عدة آلاف من الدولارات، وهناك العديد من العوامل المختلفة التي تسهم في تكاليف التوظيف، وتشمل:

1. الإعلان: يتمثل هذا في تكاليف إعلان الوظائف الشاغرة في الوسائل المختلفة مثل الصحف، والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والشبكات الاجتماعية المهنية مثل LinkedIn.
2. استقطاب المواهب: في بعض الحالات، يتعين على الشركات التعاقد مع مدراء لاستقطاب المواهب أو وكالات التوظيف للمساعدة في البحث عن المرشحين المناسبين للوظائف.
3. تكاليف المقابلات: تشمل هذه التكاليف السفر والإقامة للمرشحين، وتكاليف الإدارة والتنظيم لجلسات المقابلات، وتكاليف الاختبارات والتقييمات.

وفي بعض الحالات، قد تحتاج الشركات أيضًا إلى دفع تكاليف الانتقال للموظفين الجدد، خاصة إذا كانوا ينتقلون من منطقة جغرافية إلى أخرى لتولي الوظيفة الجديدة.

• تكاليف الاحتفاظ بالموظفين

تكاليف الاحتفاظ بالموظفين تشمل جميع النفقات التي تتكبدها المنشآت للحفاظ على موظفيها الحاليين في العمل، ويجب على المنشآت أخذ العديد من العوامل في الاعتبار عند حساب تكاليف الاحتفاظ بالموظفين، وتشمل هذه العوامل مستويات الأجور، وفوائد الموظفين، والتكاليف المرتبطة الأخرى. غالبًا ما تكون هذه التكاليف أعلى للموظفين ذوي المهارات العالية، حيث قد يحتاجون إلى مزايا ومكافآت إضافية للبقاء في الشركة، ومن باب المسؤولية الاجتماعية للشركات التي ترغب في الاحتفاظ بأفضل مواهبها، فمن المهم لها تقديم أجور وفوائد تنافسية.

• تكاليف التدريب

تكاليف التدريب تتفاوت بشكل كبير باختلاف المجال والشرك، فعند النظر إلى التكلفة المتوسطة لتدريب موظف جديد، يمكن أن تختلف هذه التكاليف بشكل كبير بناءً على حجم الشركة وعوامل أخرى. عمومًا، تميل الشركات الكبيرة إلى أن تكون لديها تكاليف تدريب أعلى من الشركات الصغيرة.

• تكاليف مكافآت ومنافع الموظفين

تكاليف فوائد الموظفين تزيد مع نمو عدد الموظفين في الشركة،  يترتب على هذا النمو زيادة في تكاليف المنافع والمكافآت والمزايا المقدمة للموظفين، وبينما قد تكون بعض الشركات قادرة على تغطية هذه التكاليف بمفردها، قد تحتاج الأخرى إلى طلب مساعدة مالية.

• تكاليف إدارة الموارد البشرية

تشمل تكاليف الحفاظ على بيانات الموظفين ورواتب فريق الموارد البشرية والتكاليف التشغيلية الأخرى، إذ أنّ تكاليف إدارة الموارد البشرية مهمة للغاية لشركات جميع الأحجام.

وختامًا وللتقليل من تكاليف الموارد البشرية، لا بد من اعتماد استراتيجية شاملة تتضمن خطة واضحة لملء المناصب الشاغرة، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، واستخدام أدوات إدارة الأداء لتقييم وتطوير مهارات الموظفين، واعتماد برامج فعالة للتحكم ب تكاليف التوظيف والتدريب والرواتب.لا يجب على قادة الموارد البشرية التردد في تطبيق استراتيجيات جديدة، بل يجب عليهم السعي لتنفيذ تغييرات تتوافق مع استراتيجية العمل الشاملة، مما يُساهم في تحسين كفاءة العمل و تقليل التكاليف.

إليفاتوس هي منصة متكاملة تقدم حلول توظيف رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتوفر ٩٦% من تكلفة التوظيف وفي الوقت ذاته ترفع من كفاءة استقطاب المرشحين وتقدم لهم تجربة مميزة في أقل وقت وجهد، اعرف أكثر عن هذه الحلول واطلب عرض توضيحي الآن!

المؤلف